اللجنة الوطنية للتراث المادي وغير المادي تعقد اجتماعها الرابع بالخليل
عقدت اللجنة الوطنية الفلسطينية للتراث المادي وغير المادي اجتماعها الرابع في مدينة الخليل بالبلدة القديمة، والذي جاء برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة التربية والتعليم العالي واللجنة الوطنية الفلسطينية للتراث المادي وغير المادي أ.د علي زيدان أبو زهري، وبحضور وزير الثقافة عماد حمدان، وأمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم د. جهاد رمضان.
كما ضم اجتماع اللجنة في مدينة الخليل كل من صالح طوافشة وكيل وزارة السياحة والآثار، ود. نافع عساف وكيل وزارة التربية والتعليم العالي، والسفير عادل عطية المندوب الدائم لدولة فلسطين في منظمة "اليونسكو"، والدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربيين مازن الزرو، وثورة حوامدة من المكتبة الوطنية الفلسطينية، وأ.د صالح الهودلية ممثلا عن المؤسسات العاملة في الحفاظ على التراث، وأ.د هاني نور الدين كخبير مستقل، وم. شذى صافي ممثلة عن المؤسسات الأهلية، ومهند الجعبري مدير عام لجنة إعمار الخليل، بالإضافة لعدد من الخبراء وممثلي المؤسسات من المحافظات الجنوبية في قطاع غزة.
وأكد أبو زهري في كلمته، أن حماية التراث الفلسطيني المادي وغير المادي تشكل ركيزة أساسية من ركائز الصمود الوطني والحفاظ على الهوية الثقافية، في ظل ما يتعرض له من استهداف ممنهج، مستعرضاً أبرز القرارات الصادرة عن منظمة "اليونسكو" و"الألكسو"، والتي أكدت دعمها لدولة فلسطين، ولا سيما فيما يتعلق بحماية التراث في القدس والخليل وقطاع غزة، مشيراً إلى جملة من الإنجازات الوطنية، أبرزها اعتماد القيمة الاستثنائية العالمية لموقع الخليل- البلدة القديمة بما فيها الحرم الإبراهيمي من قبل لجنة التراث العالمي، وانضمام مدينة الخليل إلى شبكة مدن اليونسكو الإبداعية في مجال الحرف والفنون الشعبية، إلى جانب إدراج البلدة القديمة في القدس والخليل والجامع العمري الكبير في غزة ضمن سجل التراث المعماري والعمراني العربي التابع للألكسو.
وشدد أبو زهري خلال كلمته على أهمية عقد هذا الاجتماع في مدينة الخليل التي تختزن في عمرانها وحرفها وذاكرتها الحية أحد أعمق تجليات الهوية الثقافية الفلسطينية، وتشكل نموذجاً حياً لتكامل التراث المادي وغير المادي بوصفه ركيزة أساسية للصمود والوجود التاريخي المتواصل، معتبرا هذا الاجتماع في الخليل القديمة، يشكل محطة أساسية لترجمة القرارات الدولية والإقليمية إلى سياسات وطنية وبرامج تنفيذية عملية، تعزز حماية التراث الفلسطيني المادي وغير المادي، وتضمن توثيقه ونقله للأجيال القادمة، وتؤكد أن التراث ليس مجرد ذاكرة للماضي، بل هو ركيزة حية من ركائز الصمود والهوية والتنمية، موجها الشكر والتقدير إلى جميع أعضاء اللجنة الوطنية للتراث المادي وغير المادي، وإلى الشركاء من المؤسسات الرسمية والأهلية، على جهودهم المتواصلة في الدفاع عن تراثنا الوطني.
ومن جانبه، أشار الوزير حمدان إلى أهمية التوقيت الذي يعقد فيه هذا الاجتماع، لمتابعة جهودنا الوطنية التي تهدف إلى حماية وصون البلدة القديمة في مدينة الخليل، هذه المدينة التي في حجارتها وذاكرتها وتقاليدها جزءاً اساسياً من الهوية الفلسطينية، بما تحمله من قيمة تاريخية وثقافية وإنسانية عالمية، تتعرض اليوم لتحديات كبيرة نتيجة سياسات الاحتلال، حيث تتعرض الى اعتداءات ممنهجة، ومحاولات متواصلة للسرقة والتزوير، وطمس معالمها التاريخية. الأمر الذي يحتم علينا جميعاً مسؤولية وطنية كبيرة لحماية هذا الإرث الحضاري العريق.
وأكد حمدان التزام وزارة الثقافة الكامل بدورها الوطني في إعداد ومتابعة ملفات التراث الفلسطيني الغير مادي، والعمل بكل جُهد على إدراجها ضمن قوائم المنظمات الدولية ذات العلاقة، وعلى رأسها اليونسكو، إلى جانب المنظمات العربية والدولية الشريكة، مثل الإيسيسكو والألكسو، ضمن استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى حماية التراث الفلسطيني الغير مادي من الانتهاكات الإسرائيلية، وصون حقوقنا الثقافية في المحافل الدولية.
ومن جانب آخر، أشار الوكيل طوافشة إلى سلسلة من الإجراءات التي تقوم بها وزارة السياحة والآثار، في إطار تسجيل المزيد من المواقع التاريخية على لوائح التراث العالي ولوائح المواقع المهددة بالخطر، مشيراً إلى الضغوطات السياسية العظيمة التي تمارس تجاه دولة فلسطين في هذا الإطار، مؤكدا بالوقت ذاته استمرار الوزارة بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه المواقع وصولا لاعتراف العالم بأحقية شعبنا الفلسطيني في هذه المواقع الأثرية.
وتضمن الاجتماع عرضاً قدمته وزارة السياحة والآثار حول تطورات ترشيح موقع قصر هشام في أريحا على لائحة التراث العالمي لليونسكو، وخطة إدراج بلدة سبسطية الأثرية على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، إضافة إلى متابعة إقرار القيمة الاستثنائية لموقع الخليل- البلدة القديمة، من خلال مندوبية دولة فلسطين لدى اليونسكو ووزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية.
كما قدمت وزارة الثقافة الفلسطينية عرضاً تناول إدراج ملف عربي مشترك بقيادة دولة فلسطين على لائحة التراث الثقافي غير المادي، ومتابعة ترشيح ملف كعك القدس على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، إلى جانب تحديث قائمة الجرد الوطنية للتراث غير المادي، وتحديد أولويات العناصر المقترح إدراجها في التقرير الدوري القادم لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لعام 2003.
وشهد الاجتماع عرضاً خاصاً لملف مدينة الخليل القديمة، قدمته لجنة إعمار مدينة الخليل، تناول واقع التراث فيها والتحديات التي يواجهها، وآليات التوثيق والحماية في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق المواقع التاريخية والثقافية.
وفي ختام الاجتماع، شدد المشاركون على أهمية تعزيز التنسيق الوطني بين الجهات الرسمية ذات العلاقة، والعمل على ترجمة القرارات الدولية والإقليمية إلى سياسات وطنية وبرامج تنفيذية عملية تضمن حماية التراث الفلسطيني وصونه ونقله للأجيال القادمة.

