كاتب إسرائيلي يطرح رؤية لحزب فلسطيني جديد باعتباره "شريكًا محتملًا للسلام"!
طرح الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي غيرشون باسكين رؤية سياسية لحزب فلسطيني جديد، معتبرًا أن هذه المبادرة قد تشكل «شريكًا حقيقيًا للسلام»، في ظل غياب قوى فاعلة ومهيمنة تؤمن بإمكانية تحقيق تسوية سياسية عادلة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين".
وفي مقال رأي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست بتاريخ 24 كانون الأول/ديسمبر 2025، قال باسكين إن طريق السلام يجب أن ينطلق من الإيمان بأن على الأرض الممتدة بين نهر الأردن والبحر المتوسط يعيش شعبان، لكل منهما ارتباط تاريخي وديني عميق بهذه الأرض، ولكل منهما حق متساوٍ في تقرير المصير.
وأضاف باسكين أنه، وعلى مدار 47 عامًا من حياته في "إسرائيل"، بحث عن شركاء فلسطينيين يؤمنون بالسلام القائم على التعاون لا الفصل، مشددًا على أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق عبر الجدران والأسوار، بل من خلال التفاعل والشراكة العابرة للحدود.
وأشار إلى أن غالبية الفلسطينيين و"الإسرائيليين" يعلنون رغبتهم في السلام، لكنهم في الوقت نفسه يشككون في نوايا الطرف الآخر، معتبرًا أن نقص القيادات المؤمنة بسلام فعلي ومستدام ما زال من أبرز العقبات، رغم وجود شخصيات من الجانبين تتبنى هذا التوجه لكنها لا تمتلك التأثير السياسي الكافي.
رؤية الحزب الفلسطيني الجديد
وبحسب باسكين، فإن الحزب السياسي الفلسطيني الجديد الذي يجري التحضير للإعلان عنه، يستند إلى قناعة بأن الشعب الفلسطيني يستحق نظامًا سياسيًا ديمقراطيًا وحديثًا، يخدم المواطنين لا الفصائل، ويحمي الحريات العامة، ويفتح أفقًا واقعيًا نحو الاستقلال والازدهار والسلام.
وأوضح أن الحزب يتبنى رؤية تقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع "إسرائيل"، في إطار تعاون سياسي واقتصادي وأمني ودبلوماسي كامل، مؤكدًا أن الاستقرار والكرامة للشعبين لا يمكن تحقيقهما إلا عبر الشراكة والاعتراف المتبادل وتحمل المسؤولية المشتركة.
الديمقراطية والحريات والعدالة الاجتماعية
وتشمل رؤية الحزب، وفق المقال، الالتزام ببناء ديمقراطية برلمانية ليبرالية قائمة على الفصل بين السلطات، وسيادة القانون، واستقلال القضاء، وشفافية الإدارة العامة، إلى جانب ضمان الحريات الفردية، وحرية التعبير، وإعلام مستقل، وتعددية سياسية حقيقية.
كما تضع الرؤية النساء والشباب في صميم العمل السياسي، باعتبارهم شركاء متساوين في القيادة وصنع القرار، لا مجرد رموز تمثيلية.
وفي الجانب الاقتصادي، يدعو الحزب إلى تنمية شاملة وعدالة اجتماعية، ومساواة في فرص التعليم والعمل، وتوزيع عادل للموارد، بما يضمن قيام دولة فلسطينية منتجة وقادرة على توفير الكرامة لمواطنيها.
«الأربعة دالات» كأساس للدولة الفلسطينية
وأشار باسكين إلى أن الحزب يستند في تصوره للدولة الفلسطينية إلى أربع ركائز أساسية، أطلق عليها «الأربعة دالات»، وهي:
دولة منزوعة السلاح تعتمد على مؤسسات أمنية مهنية وسيادة القانون،
ودولة منزوعة التطرف ترفض التحريض والعنف،
ودولة ديمقراطية تحكمها مؤسسات منتخبة وخاضعة للمساءلة،
ودولة متطورة ذات اقتصاد قوي ومندمج إقليميًا وعالميًا.
حل الدولتين والقدس واللاجئون
ويدعم الحزب، بحسب المقال، حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، مع تبادل أراضٍ متفق عليه بنسبة تقارب 5%، بما يتيح تواصلًا جغرافيًا بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وضم نحو 80% من المستوطنات "الإسرائيلية" إلى "إسرائيل" ضمن اتفاق نهائي.
كما تنص الرؤية على أن تكون القدس عاصمة للدولتين، مع إدارة دولية خاصة للبلدة القديمة تضم فلسطين و"إسرائيل" والأردن والسعودية والولايات المتحدة، بما يضمن حرية العبادة وحماية الأماكن المقدسة.
وفيما يتعلق باللاجئين، يدعو الحزب إلى إعادة تعريف حق العودة باعتباره حق العودة إلى دولة فلسطين، مع تعويض كامل وخيارات اندماج طوعية، في إطار يسعى لتحقيق العدالة دون إدامة الصراع.
أمل سياسي جديد
وأكد باسكين أن هذا الحزب يرفض العنف كوسيلة سياسية، ويؤمن بالحوار والدبلوماسية كطريق وحيد لتحقيق الأهداف الوطنية، معتبرًا أن هذا الطرح يشكل تحديًا للأحزاب الفلسطينية التقليدية التي هيمنت على المشهد السياسي لعقود.
وأوضح أن الحزب يعتزم خوض الانتخابات المحلية والوطنية الفلسطينية خلال عام 2026، وسيُعلن قريبًا عن تأسيسه وبرنامجه الانتخابي، واصفًا إياه بأنه «رؤية جديدة وأمل جديد لفلسطين، وربما أيضًا لإسرائيل».
ويشغل غيرشون باسكين منصب مدير الشرق الأوسط في منظمة «المجتمعات الدولية»، وهو الرئيس المشارك لتحالف الدولتين.

