باحث لراية: اقتحامات قبر يوسف قد تشكل مقدمة لتصعيد أوسع بالمدينة
اعتبر الباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور عمر جعارة، أن قرار الاحتلال الإسرائيلي السماح للمستوطنين باقتحام “قبر يوسف” في مدينة نابلس، خلال ساعات النهار، يأتي في إطار دعاية انتخابية واضحة لليمين الإسرائيلي، ومحاولة لاسترضاء قاعدته الأيديولوجية المتطرفة، محذراً من أن هذه الخطوة قد تشكل مقدمة لتصعيد أوسع يستهدف المدينة.
وأوضح جعارة في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن اليمين الإسرائيلي يواجه مأزقاً سياسياً حقيقياً في حال خسر الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أن أخطاء هذا اليمين باتت أكثر إزعاجاً للإدارة الأميركية من كونها للفلسطينيين أنفسهم.
وكشف أن مسؤولين أميركيين، من بينهم شخصيات مقربة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أبلغوا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشكل مباشر بأن سلوك المستوطنين في الضفة الغربية “سيئ للغاية ولا يخدم صورة إسرائيل”.
وفي حديثه عن خلفية “قبر يوسف”، شدد جعارة على ضرورة فهم البعد الأيديولوجي والديني الذي يستند إليه الاحتلال، موضحاً أن الرواية التوراتية التي يتم الترويج لها لا تنسجم مع الحقائق التاريخية ولا مع الرواية القرآنية.
وأشار إلى أن ما ورد في التناخ حول يوسف ويعقوب لا يبرر أي ادعاء سياسي أو جغرافي، لافتاً إلى أن مدينة “شخيم” المذكورة في النصوص التوراتية عمرها نحو 4000 عام، ولا تمت بصلة تاريخية أو أثرية لمدينة نابلس الحالية، التي أُسست كمدينة رومانية باسم “نابليوس” قبل نحو 2000 عام.
وأكد جعارة أن اليمين الإسرائيلي يتبنى فكراً أيديولوجياً دينياً متطرفاً لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني، ولا يأبه بتداعيات سياساته، سواء على الفلسطينيين أو على الاستقرار في المنطقة.
وأضاف أن هذا الفكر يترجم عملياً عبر تكثيف هدم البيوت، والتضييق على الحياة اليومية للفلسطينيين، من خلال مئات الحواجز والبوابات العسكرية التي تعيق الحركة وتستهدف مقومات الحياة المدنية.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت هذه الخطوة تمهيداً لاستهدافات أوسع في نابلس، قال جعارة إن ذلك “مرجح جداً”، معتبراً أن نتنياهو بات مقاداً من اليمين المتطرف داخل ائتلافه الحكومي، في ظل ما وصفه بـ”ديكتاتورية الرقم 61” داخل الكنيست، حيث يتحكم الائتلاف الحاكم بالقرار السياسي دون أي اعتبار لمفاهيم الديمقراطية أو القانون الدولي.
وختم جعارة بالتحذير من أن استمرار هذه السياسات سيقود إلى مزيد من التوتر والعنف، ليس فقط في نابلس، بل في عموم الضفة الغربية، في ظل غياب أي رادع حقيقي للاحتلال أو محاسبة لسلوك المستوطنين.
