د. دلال عريقات لراية: إدراج فلسطين لأول مرة في مؤشر المرأة الدبلوماسية 2025 إنجاز وطني تشاركي

خاص - راية

أكدت د. دلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية في الجامعة العربية الأمريكية – جنين، والرئيسة المؤسسة لشبكة سيدات الأعمال والمهنيات (BPW)، أن إدراج فلسطين بشكل رسمي ولأول مرة في مؤشر المرأة الدبلوماسية لعام 2025 يشكل إنجازًا وطنيًا مهمًا، جاء نتيجة عمل تراكمي وتشاركي بين مؤسسات رسمية ومجتمعية، وليس وليد الصدفة.

وقالت عريقات، في حديث خاص عبر "راية" إن دخول فلسطين هذا المؤشر الدولي الذي يصدر سنويًا منذ عام 2018، جاء بعد سلسلة من الجهود والإنجازات التي مهدت الطريق لتوفير بيانات دقيقة وموثقة حول مشاركة المرأة الفلسطينية في العمل السياسي والدبلوماسي.

شبكة سيدات الأعمال والمهنيات… منصة وطنية جامعة

وفي سياق متصل، استعرضت عريقات تجربة شبكة سيدات الأعمال والمهنيات (BPW)، موضحة أنها تأسست قبل ثلاث سنوات بمبادرة منها ومجموعة من السيدات الفلسطينيات، وتعمل بشكل تطوعي كامل، وتهدف إلى خلق منصة تجمع القيادات النسوية الفلسطينية المتخصصة من مختلف القطاعات، من الأكاديميا والهندسة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلى الطب والفنون والعمل الدبلوماسي.

وأشارت إلى أن الشبكة تضم حاليًا نحو 75 عضوة، مع توجه لتوسيع العضوية خلال العام المقبل، في ظل الإقبال المتزايد من سيدات فلسطينيات ناجحات من مختلف المناطق والتوجهات الفكرية، مؤكدة أن التنوع الجغرافي والإيديولوجي والتخصصي داخل الشبكة يشكل مصدر قوة واعتزاز.

المرأة في الدبلوماسية… دائرة فاعلة رغم الحرب

وأوضحت عريقات أن الشبكة أطلقت في عام 2024 دائرة المرأة في الدبلوماسية، وذلك في ذروة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرة إلى أن الظروف الميدانية حالت دون عقد قمة المرأة الفلسطينية الثانية، إلا أن العمل استمر عبر أنشطة ولقاءات إلكترونية، بمشاركة دبلوماسيات فلسطينيات في الخارج ودبلوماسيات أجنبيات.

وبيّنت أن الهدف من هذه الدائرة يتمثل في تعزيز مشاركة المرأة الفلسطينية في العمل الدبلوماسي، وخلق قنوات تواصل بين الدبلوماسيين الفلسطينيين في الخارج والمجتمع الفلسطيني، إضافة إلى توظيف الدبلوماسية العامة والإعلامية لخدمة الرواية الفلسطينية.

من غياب فلسطين إلى إدراجها في المؤشر الدولي

وحول خلفية إدراج فلسطين في مؤشر المرأة الدبلوماسية، أوضحت عريقات أنها لاحظت خلال مشاركتها في نشاط أكاديمي دولي عام 2024 غياب فلسطين عن المؤشر، وعند الاستفسار تبيّن أن السبب يعود إلى عدم توفر بيانات رسمية وموثقة.

وأضافت: “عدنا إلى فلسطين، ومن خلال شبكة سيدات الأعمال والمهنيات ودائرة المرأة في الدبلوماسية، عقدنا لقاءات مع وزارة الخارجية ووزارة شؤون المرأة، وكان هناك ترحيب كبير بالفكرة”، مشيرة إلى أن الجهود تُوّجت بإعداد دراسة موثقة حول نسب مشاركة المرأة الفلسطينية في العمل السياسي والدبلوماسي، صدرت في كتيّب باللغتين العربية والإنجليزية.

وأكدت أن هذا الكتيب شكّل الأساس الذي استند إليه المعهد الدولي لإدراج فلسطين رسميًا في مؤشر 2025، مشددة على أن هذا الإنجاز جاء نتيجة شراكة وطنية حقيقية بين المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية والداعمين الدوليين.
أرقام متقدمة ورسالة للمستقبل

وأشارت عريقات إلى أن نسبة السفيرات الفلسطينيات، وفق الدراسة، تُعد متقدمة مقارنة بعدد من الدول، موضحة أن متوسط تمثيل النساء دبلوماسيًا في دول الاتحاد الأوروبي يبلغ نحو 29%، بينما ما تزال دول عديدة أقل من النسبة الفلسطينية.

وأكدت أن المؤشر يُعد أداة لقياس الأداء الكمي، لكنه لا يعكس بالضرورة الكفاءة أو المؤهلات، مشددة على أهمية التركيز على النوع وليس الكم فقط، واحترام التخصص في التعيينات الدبلوماسية، بما يخدم عملية الإصلاح المؤسسي.
المرأة الفلسطينية… صمود ودور محوري

وفي حديثها عن واقع المرأة الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، شددت عريقات على أن المرأة لم تكن ضحية فحسب، بل كانت حاضنة للمجتمع وركيزة لصموده، رغم أنها دفعت الثمن الأكبر خلال العدوان، سواء عبر الاستشهاد أو الفقد أو تحمل أعباء الأسرة والمجتمع.

ولفتت عريقات إلى ضرورة الاستمرار في تحديث الدراسات والبيانات الرسمية، وتعزيز حضور المرأة الفلسطينية في مواقع صنع القرار، معتبرة أن إدراج فلسطين في مؤشر المرأة الدبلوماسية 2025 هو خطوة مهمة، لكنها تتطلب البناء عليها لتحقيق أثر حقيقي ومستدام.