قمة عباس- السيسي وتشكيل الكتلة الفلسطينية
غزة- رايــة:
عامر أبو شباب-
يلتقي اليوم الأحد الرئيس محمود عباس مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في زيارة تستمر ثلاثة أيام، لبحث آخر التطورات الراهنة في فلسطين والعدوان الإسرائيلي المستمر.
وقد استبق السيسي زيارة الرئيس عباس بالحديث عن أهمية "تشكيل الكتلة الفلسطينية"، لتحقيق مفاوضات جادة مع حكومة الاحتلال، ويمكن ان تمارس القاهرة فيها دورا مهما فيها نظرا للعلاقة مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
خطورة الانقسامات
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله أن حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن أهمية "تشكيل الكتلة الفلسطينية" تأكيد على أن استمرار الانقسامات الفلسطينية يضعف القضية والوضع الفلسطيني، وأنه دون اعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وتشكيل وحدة فلسطينية يُضعف بشكل كبير القضية الفلسطينية.
وأوضح عطا الله لـ"رايــة"، أن مجموعة الانقسامات الفلسطينية عاش عليها المشروع السياسي الاسرائيلي طويلا، وأن مصر تدرك أن حالة التشظي أضعفت الجسد الفلسطيني "الواهن" إلى الحد أنه غير قادر على المفاوضات أو دخول معارك مع اسرائيل، وذلك بما للدولة المصرية من تجربة تعد الأطول في التفاوض مع اسرائيل.
وأكد عطا الله أن لقاء الزعيمين عباس والسيسي مهم لمعرفة مسار الامور، خاصة وان التفاؤل في هذه المرة أكبر من المرات السابقة، نظرا لأن مصر المؤهل الأكبر للعب دور في تحقيق المصالحة كما حدث في مايو 2011، وهي القادرة على استضافة اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني نظرا للثقل المصري ومسؤوليته القومية والدولية واحترام الأطراف بما فيها حركة حماس التي تقبل بدور مصر حتى في ذروة تصاعد الخلاف مع السلطات المصرية.
وقال عطا الله أن مصر كثفت جهودها في الآونة الأخيرة في اطار مصالحة داخلية داخل حركة فتح لإحداث توافق فتحاوي ثم الانتقال الى المصالحة الكلية، باعتبار ذلك ليس مشروعا مصريا فقط بل يتزامن مع ضغط سعودي – أردني ايضا لمواجهة الصلف والغرور الاسرائيلي، فيما تعيش الحالة الفلسطينية على قدر كبير من التشتت.
اهتمام مصري ورسالة
وكان الرئيس المصري أكد على الحاجة إلى تشكيل الكتلة الفلسطينية لإنجاح أي مفاوضات فلسطينية- اسرائيلية على أساس الرجوع إلى حدود الـ 67 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
ونوه السيسي في مقابلة مع شبكةbbc الاخبارية، أن علاقة مصر التاريخية ودورها في القضية الفلسطينية يسمح لها أن تصنع دور إيجابي في التوفيق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، رغم تأكيده على أن مصر ليست الفاعل الوحيد لإحياء المفاوضات.
واعتبر القيادي في حزب الشعب وليد العوض أن الرؤية المصرية "صائبة" لأنه لا يمكن استمرار الهبة الجماهيرية باتجاه الانتفاضة أو خوض غمار أي عملية سياسية دون انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية.
ودعا العوض في حديثه لـ"رايــة"، الى التقاط الرسالة المصرية من قبل كل مكونات الطيف السياسي الفلسطيني والمسارعة في انهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وحضرت القضية الفلسطينية في لقاءات الرئيس المصري الأخيرة في بريطانيا خلال حديثه أمام أعضاء المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن، أن "النزاع الفلسطيني الإسرائيلي سيظل يشكل أحد المنابع الأساسية لانعدام الاستقرار في هذا الإقليم"، موضحًا أن "تسوية القضية الفلسطينية على أساس عادل يفتح الطريق أمام تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط".
حماس والفرصة
من جهته قال الباحث السياسي عبد الله الزق أن ما صرح به السيسي حول ضرورة تشكيل كتله سياسيه فلسطينية تكون مهيأة لعملية البدء في تحقيق سلام في المنطقة "هي محاوله مصريه للاستفادة من تصاعد الهبة الجماهيرية في فلسطين واعطائها زخما عربيا يمكن أن تستفيد منه الهبه الجماهيرية".
وأعرب الزق في حديث مع "رايــة"، عن خشيته من عدم استقبال حركة حماس هذا الموقف المصري والتفاعل معه جديا وترك تفكيرها الاحادي فيما يتعلق بغزة لتحقيق مصالحة وطنية.
وأكد الزق أن "المحاولة المصرية رغم أوجاع القاهرة من الارهاب الا انها تشكل رديف يمكن ان يساعد الانتفاضة ويخلق لها هدفا سياسيا معقولا لا يذهب بها نحو المجهول".
ووصل الرئيس عباس الى مطار القاهرة مساء السبت يرافقه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.

