الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"درويش" القدس ..يرحل بصمت

 

القدس المحتلة - رايــة:

فداء الرويضي-استيقظ باكرا، ارتدى ثيابه، وعلى غير المعتاد لم يتناول وجبة الفطور وخرج مسرعا ليجمع بقايا الزجاجات الفارغة من شوارع المدينة المقدسة، هو عمل اعتاد القيام به ليبيع هذه الزجاجات ويكسب بضع شواقل تعيله يوما او نصف يوم.

مصعب محمد الغزالي (27 عاما) من حي وادي قدوم في سلوان، لم تسعفه قدراته العقلية المحدودة من تهمة لا يقوى على فعلها، فهو من ذوي الاحتياجات الخاصة يعاني من "اعاقة ذهنية".

يقول أحمد الغزالي شقيق الشهيد:" رن هاتف والدي، وكان المتصل أحد افراد مخابرات الاحتلال، يخبره ببساطة أن أخي قد استشهد، وقع الخبر كالصاعقة على أفراد العائلة، فأخي لا يقوى على الطعن ولا يعرف أصلا كيفية القيام بهذا الفعل، أعدموه بدم بارد ".

على مدخل شارع يافا قرب باب الجديد أحد أبواب البلدة القديمة كان مصعب يجلس على مقعد خشبي "بحسب ما قاله شاهد العيان"، وتقدم نحوه جنود من وحدة الخيالة، وطلبوا منه الوقوف، وفعل ما أرادوا، وفي أقل من دقيقة انهالت الرصاصات على قدميه وصدره، وسقط على الأرض وتركوه ينزف حتى ارتقى شهيدًا.

"لم يكن يخرج الى أي مكان، من بيته الى شوارع القدس التي اتخذها مكانا للعمل، ومن عمله الى بيته، لا يختلط كثيرا بالناس، قليل الكلام، وكثير التأمل في كل شيء حوله، هذا هو مصعب" قال شقيقه.

http://www.raya.ps/data/gallery/929489/gal-full/9856648a_10e8_4939_86ec_e82dc4179f1b.jpg

أما أمه التي اكتفت بشكر الله وحمده والدموع تغرق وجنتيها لم تقو على الحديث، ودعت بصوت يرتجف:"الله يحتسبه من الشهداء"، أما والده فاستدعته قوات الاحتلال للتحقيق في مركز تحقيق شرطة المسكوبية، وخرج بعدها ليستقبل عزاء ابنه الشهيد، أو كما يصفه سكان الحي "المسكين" أو "الدرويش".

ذاق مصعب مرارة الحياة، وكان يحلم بالزواج وبتأسيس أسرة يحتويها بطيبة قلبه، وكانت عائلته تبحث له عن عروس ليتزوج مع أخيه الأصغر في اليوم نفسه، لكن اليوم لم يأت وارتقى مصعب شهيدا، تاركا خلفه أخوته الثمانية الذين كانوا يعاملونه وكأنه أخر العنقود بالرغم من أنه يكبرهم سنا.

مصعب سيبقى عالقا في ذهن كل من عرفه، وستبقى الزجاجات الفارغة على الأرصفة والشوارع بانتظار مصعب الذي لن يعود أبدا.

Loading...