امطار قطاع غزة تزيد همومه
غزة – رايــة
سامح أبو دية- بعد انتهاء المنخفض الجوي الذي ضرب البلاد والذي انحسر صباح اليوم الخميس، أظهرت غزارة الأمطار ضعف البنية التحتية لقطاع غزة، كما ظهرت عدة مشكلات أبرزها انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود اللازم لتشغيل مضخات المياه وعدم قدرة البلديات على الاستفادة من مياه الامطار وحقنها للخزان الجوفي المتعطش.
المهندس زهدي الغريز الوكيل المساعد لوزارة الحكم المحلي بغزة، أكد أن المنخفض الجوي الأخير كان ثقيلا بكميات الأمطار والبرد القارس والرياح العنيفة ولولا جهد العاملين على الأرض لوقعت عدة مشاكل في كافة محافظات القطاع.
وأوضح الغريز في تصريح خاص لـ "رايــة"، أن كميات الأمطار التي هطلت خلال المنخفض تُعتبر كميات مهولة، بحيث تعدت حاجز 42% في المحافظة الوسطي و 40% في رفح و 30% بغزة من كمية الأمطار السنوية.
أن وضع برك الصرف الصحي في بيت لاهيا كان خطيرا جدا حيث قامت الوزارة بعمل عدة اجراءات من أجل عدم انهيار البرك ومنع وقوع كارثة، مشيرا الى أن وزارته نجحت في ذلك.
وتابع: "كذلك في بركة الشيخ رضوان وأبو راشد وبرك خانيونس نجحنا، انتهينا من هذا الهم الكبير الذي كان يُقلقنا ومن الممكن أن يؤدي الى كوارث حقيقية من فيضانات عارمة".
ولفت الغريز الى أن النجاح في السيطرة على الاوضاع خلال المنخفض جاء نتيجة تكاثف كل الجهود والتعاون الممتاز بين الحكم المحلي والدفاع المدني والشرطة وشركة الكهرباء ووزارة الصحة والشؤون الاجتماعية والبلديات.
وأشار الى أنهم تجاوزوا تلك المرحلة العصيبة بصعوبة قاسية رغم القدرات البسيطة جدا، مضيفا: "نحن بحاجة لمشاريع حيوية واستراتيجية في البنية التحتية لكافة محافظات قطاع غزة في موضوع تصريف مياه الأمطار واستغلالها وضخها في المياه الجوفية".
كما حذر الغريز من وقوع مشكلة في المستقبل القريب في ظل ازدياد كمية الامطار الواردة كل عام، وعدم تنفيذ المشاريع اللازمة لذلك.
مدينة رفح جنوب قطاع غزة كان لها نصيب الأسد سلبا وايجابا، حيث تواصل هطول أمطار الخير بغزارة طيلة أيام المنخفض مسببا خسائر اقتصادية واضحة، وغرق عشرات المنازل والطرقات.
أسامة أبو نقيرة مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية رفح ورئيس لجنة الطوارئ، أوضح أن كمية الأمطار التي سقطت على رفح حتى الآن بلغت 120% من معدل الأمطار السنوي.
وأضاف أبو نقيرة لـ "رايــة"، أن ما سقط في المنخفض الأخير من أمطار هو 142 مليمتر اي ما يعادل 40% من الامطار السنوية، وهي كمية هائلة.
ولفت الى أن 60 منزل غمرتها مياه الأمطار يسكنها قرابة 100 أسرة، وهي نفس المنازل التي تُغمر في كل عام، نظرا لعدم وجود تمويل لمشاريع الخطوط الناقلة.
وعن الخسائر المادية التي تكبدتها مدينة رفح جراء المنخفض والتي تُقدر بمليون دولار؛ قال: "معدل الخسائر في البنية التحية والطرق برفح بلغ 200 ألف دولار، و712 ألف دولار خسائر في الزراعة والثروة الحيوانية والمحميات الزراعية".
يُذكر أن محافظة رفح فقدت 1000 دونم من محاصيل البازيلاء والبصل نتيجة الصقيع، اضافة الى 10 دفيئات زراعية غمرتها مياه الامطار وفقدان 12% من الدجاج اللاحم، و5 آلاف من الدجاج البيّاض و4 رؤوس من الماشية.
وفي ذات السياق، أكد أبو نقيرة أنه خلال 3 سنوات ماضية قطعت بلدية رفح شوط كبير في مشاريع تطوير البنية التحتية لموضوع الامطار ولم يتبقى سوى رزمة خطوط ناقلة في المدينة ستكون كفيلة بحل المشكلة نهائيا، مشيرا الى أنه لو لم يتم توفير تمويل للمشاريع والبالغة من 3 الى 4 مليون دولار ستغرق نفس الاماكن والمنازل وسنواجه نفس السيناريو.

