شبح السرطان يُرهب الغزيين
غزة – رايـــة:
عامر أبو شباب- تسيطر على المواطنين في قطاع غزة مخاوف متزايدة من انتشار أمراض السرطان، وتشير الاحصائيات الى تزايدها في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، جراء اصابة نحو 135 مواطن شهريا بالأورام الخبيثة، وفق تقديرات وحدة المعلومات في وزارة الصحة بغزة، وتسجيل اصابة 7069 خلال خمس سنوات بين 2009-2014.
ويزداد قلق المواطنين جراء عدم معرفة الأسباب المؤدية لهذا المرض الخطير، وعدم وجود دراسات علمية تحدد مسببات المرض، وسط اتهامات الى المبيدات الزراعية والافراط في استخدام الادوية الزراعية، فضلا عن تلويث البيئة والمياه والأراضي الزراعية بمخلفات الحروب التي استخدم فيها الاحتلال أسلحة محرمة كاليورانيوم المنضب والقذائف الفسفورية.
وعبر عدد من المواطنين عن مخاوفهم من بعض الخضروات خاصة التي تزرع في غير موسمها باستعمال الدفيئات والهرمونات والأدوية، وكذلك الدواجن الزراعية، ويتفق مواطنون استطلع مراسل "راية" أراءهم على ضرورة اعتماد المزارعين على الزراعة الطبيعية وفق الارشادات الزراعية العلمية، خاصة وان هذه المسؤولية يتحملها المزارع وحده، ولا يجوز التربح على حساب صحة المواطنين.
وعلت عدة أصوات في القطاع تطالب بإنشاء مستشفى للسرطان بكامل تجهيزاته للحد من تكاليف فاتورة العلاج بالخارج التي تستنزف خزينة وزارة الصحة، وتفادي الاجراءات الاسرائيلية التي تحول دون سفر الكثير من الحالات لتلقي العلاج في مشافي الضفة والقدس والداخل المحتل، وبهدف التخفيف على المرضى من عناء التنقل والشروط الأمنية الاحتلالية، وبقاء المريض بين أسرته في ظروف علاج أفضل وأكثر يسرا.
ويؤكد مدير الوحدة هاني الوحيدي أن السرطان أكثر انتشارا بين السيدات عبر الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 34% بينهن، بمعدل ثلث السيدات المصابات وبمعدل 18% بين السرطانات الاخرى لكلا الجنسين، يليه سرطان القالون بين النساء والرجال بمعدل 11% بين المصابين، ليصبح السرطان الاول بين الرجال ثم سرطان الرئة الثاني، فيما يتعرض الأطفال لسرطان الدم "اللوكيميا" حيث سجلت مستشفى الرنتيسي للأطفال نحو 600 حالة منذ 10 سنوات.
وأوضح الوحيدي لـ "رايــــة" أن النسبة للإناث 54% وصل المعدل بين الرجال الى 46%، ويزداد انتشار أمراض السرطان في مدينة غزة بسبب الاتساع الجغرافي وزيادة عدد السكان في أكبر محافظات القطاع، ويعتبر أقل انتشارا شمال قطاع غزة.
وأوضح الوحيدي أن أمراض السرطان تعد سبب الوفاة الثاني في القطاع بعد أمراض القلب في الأوضاع الطبيعية دون نتائج الحروب التي شنت على القطاع 3 مرات خلال سبع سنوات.
المقارنة بين عدد الاصابات في قطاع غزة والمحيط العربي المجاور، توضح أن الانتشار للمرض الخبيث تستدعي الحذر، حيث تتشابه نسب الاصابة بين غزة والأردن فيما يزيد معدل الاصابة في القطاع عن السعودية.
ويعتبر أخطر ما يوجه مريض السرطان بغزة هو نقص أجهزة التشخيص وأدوية العلاج، وعدم القدرة على السفر خارج القطاع، ويوضح د. عائد ياغي مدير الإغاثة الطبية بغزة أن عدم وجود العلاج الاشعاعي والكيماوي في القطاع يدفع وزارة الصحة لتحويلهم للعلاج خارج القطاع.
وكشف د. ياغي أن عدد من الحالات تُجبر على التنقل للضفة وتكابد عناء المرور من معبر بيت حانون - ايرز جراء نقص نوع واحد من الأدوية ضمن المجموعة العلاجية رغم أنها غير مكلفة ماليا.
وأصدرت وزارة الصحة بغزة تقريرين حول أمراض السرطان بفترة زمانية متباعدة بلغت خمس سنوات بين عامي 2009-2014، رغم أن الواقع يتطلب متابعة حثيثة، وتشتكي وحدة المعلومات بالوزارة من عدم وجود نظام محوسب لخدمات الاورام ، والاعتماد على العمل اليدوي وفحص تقارير الأنسجة الأولية الكثيرة، مما يتطلب الكثير من الوقت والمجهود، وسط ضغط العمل في عيادات الأورام فضلا عن نقص البحث العلمي في مجال أمراض السرطان.
ورغم خطورة زيادة الاصابة بالمرض بين المواطنين في قطاع غزة، يتفق المراقبون على أن عوائق تمكين المرضى من العلاج والتراخي الحكومي والبحثي في التعامل مع الظاهرة هو الخطر الحقيقي.

