الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:22 AM
الظهر 12:25 PM
العصر 3:39 PM
المغرب 6:11 PM
العشاء 7:26 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مسمار نتنياهو

حروب إسرائيل تُوضع خططها انتظاراً لذريعةٍ تبرر إطلاقها، وذلك لتسويق الحرب للرأي العام الداخلي والدولي، وأحياناً وربما دائماً تكون الذريعة غير متناسبةٍ مع قوة واتساع العمليات الحربية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد نُفّذت الحرب الكبرى على لبنان في العام 1982، بعد ساعاتٍ من محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن شلومو آرغوف، على يد مجموعةٍ منشقة يقودها صبري البنا الذي كان ملاحقاً من قبل فتح لقيامه باغتيال العديد من قادتها وكوادرها. حجم العملية العسكرية دلّ على أن الاعداد لها استغرق وقتاً طويلاً، وأن توقيتها ارتبط بتوفر الذريعة فقط.

والآن وبعد أن كانت عملية طوفان الأقصى سبباً لإشعال حربٍ تدميريةٍ واسعةٍ على غزة، إلا أن استمرار هذه الحرب لما يزيد عن سنتين كانت ذريعتها تخليص المحتجزين لدى حماس في غزة، مع أن فرصاً عديدةً سنحت لتخليصهم دون مواصلة الحرب.

حين أفرجت الوساطات عن معظمهم وبقي من بقي في أنفاق غزة، تعامل نتنياهو مع الأمر كذريعةٍ لمواصلة حربه التي آخرُ همّه فيها تخليص المحتجزين، بل تخليص نفسه من الملاحقة القضائية التي اعتبرها فتّاكةً به وبمصيره الشخصي والسياسي.

أخيراً وبفعل ضغوطٍ عربيةٍ إسلاميةٍ دولية، قدّم الرئيس ترمب مبادرته التي بمقتضاها تم وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع المحتجزين الأحياء. نتنياهو قَبِلَ بمبادرة ترمب ليس اقتناعاً بها وإنما لعدم قدرته على رفضها.

 بعد أيامٍ معدودات من "همروجة" ترمب في الكنيست والاحتشاد الإقليمي والدولي الكبير الذي جرى في شرم الشيخ، وجد نتنياهو سانحةً لتعطيل مسار إنهاء الحرب على غزة أو لإرباكه، مستخدماً هذه المرة الجثث كذريعة بما يمكن وصفه بمسمار نتنياهو الأشبه بمسمار جحا.

أثناء المفاوضات حول خطة ترمب وبين يدي تنفيذ المرحلة الأولى منها جرى تفاهمٌ على أن تسليم الجثث جميعاً يستغرق وقتاً أطول بكثير من تسليم الأحياء، إلا أن إسرائيل بيّتت أمراً ها هي تستخدمه الآن، ذلك أن بقاء ولو جثةٍ واحدةٍ لدى حماس تكفي كذريعةٍ لاستئناف الحرب إذا ما كان ذلك مناسباً لنتنياهو وحلفائه، لهذا ومثلما كان الأحياء ذريعته لتواصل الحرب التدميرية لأطول مدةٍ استطاعها، فإن الجثث هذه المرة تكفي نتنياهو وتزيد، كمبررٍ لاستئناف الحرب بدعمٍ من الرئيس ترمب.

الملفت ونحن في قلب عملية تنفيذ مبادرة ترمب أن الرئيس الأمريكي بدأ يغير لهجته فعلاً!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...