صغار المستثمرين يحدثون فوضى في أسواق الذهب العالمية.. ما القصة؟!

خاص - راية

حذر محلل أسواق المال في شركة CFI مجدي النوري، من حالة الفوضى التي تسببها تحركات صغار المستثمرين في أسواق الذهب العالمية، مشيرًا إلى أن المضاربات العشوائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تقلبات غير مسبوقة بأسعار المعدن النفيس.

وقال النوري في حديث لبرنامج "نبض الاقتصاد" عبر شبكة راية الإعلامية إن الذهب فقد أكثر من 6% من قيمته في يوم واحد، وهو أكبر هبوط يومي منذ عام 2013، ما يعكس اضطرابًا حادًا في الأسواق.

وأوضح أن الفترة الحالية وحتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر المقبل ستكون مليئة بالتقلبات، مضيفًا أن الاهتمام بأسعار الذهب لم يعد مقتصرًا على المستثمرين، بل وصل إلى "ربات البيوت اللواتي يتابعن الأسعار بشكل يومي وبالساعة أحيانًا"، على حد تعبيره.

وأضاف النوري أن الاضطرابات السياسية والاقتصادية العالمية — بما في ذلك الضغوط الأمريكية على روسيا لإنهاء الحرب، واحتمال الإغلاق الحكومي في واشنطن، وتغيرات أسعار الفائدة — كلها عوامل تؤثر في حركة الذهب بشكل مباشر. وأشار إلى أن الأسواق تشهد الآن "حربًا فيوسية واقتصادية" تُترجم بتقلبات حادة في أسعار المعادن والعملات.

وبيّن النوري أن النسبة بين الذهب والفضة وصلت إلى 1 إلى 88، وهو ما يعني أن الذهب بات "مبالغًا في سعره" وفق مؤشرات التحليل الفني، مضيفًا أن المعدن الأصفر ما زال يحتفظ بقيمته كمخزن للثروة، لكنه لم يعد الاستثمار الأمثل في الوقت الراهن.

وحول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، قال إن منصات السوشيال ميديا "تقتات على المعلومات السريعة لجذب التفاعل واللايكات"، معتبرًا أن كثيرين يقعون ضحية "متلازمة الخوف من الفوات (FOMO)" فيتخذون قرارات استثمارية متسرعة تؤدي إلى خسائر كبيرة.

وأكد النوري أن الأزمة لا تقتصر على الذهب فقط، بل تمتد إلى الأسواق المالية العالمية والمعادن الثمينة الأخرى، داعيًا المستثمرين إلى التعامل بعقلانية وتنوع محافظهم المالية.

أما بشأن توقعاته لاجتماع الفيدرالي الأمريكي الأربعاء المقبل، فقد رجّح النوري احتمال خفض سعر الفائدة بنصف نقطة مئوية، وإن لم يحدث ذلك، "فمن المرجح أن يلمّح رئيس الفيدرالي إلى نية البنك التوجه نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرًا"، وهو ما قد يعطي الذهب دفعة مؤقتة قبل استقرار السوق مجددًا.