خاص| التغذية الموسمية درع الجسم في مواجهة تقلبات المناخ
خاص - راية
في لقاء عبر أثير إذاعة "راية" أكدت أخصائية التغذية رشا شواورة أهمية اعتماد التغذية الموسمية كوسيلة للحفاظ على طاقة الجسم وتوازنه الحراري في ظل التقلبات المناخية التي يشهدها العالم، ومن بينها فلسطين في هذه الفترة.
وقالت شواورة إن لكل فصل من فصول السنة أغذية خاصة به، “فالفواكه والخضروات الموسمية تمنح الجسم الفوائد الكاملة لأنها تكون في ذروة نضجها الطبيعي، وغنية بالعناصر الغذائية دون الحاجة إلى إضافات أو مواد حافظة أثناء الزراعة أو التخزين”.
وأوضحت أن التغيرات المناخية الحالية أدت إلى ارتباك في العادات الغذائية، حيث يعيش الناس أجواءً دافئة في وقت يُفترض أن يكون بارداً، مثل شهري تشرين الثاني وكانون الأول، مما يجعل الأطعمة الشتوية التقليدية — كالشوربة، العدس، الصحلب والقرفة — أقل ملاءمة من حيث الحاجة الحرارية.
وأضافت شواورة أن المطلوب هو تحقيق توازن غذائي ذكي، بالاعتماد على الأغذية الموسمية المتوفرة حالياً، مع مراعاة حالة الطقس واحتياجات الجسم. وقالت: “يمكن استبدال بعض الأكلات الشتوية الثقيلة ببدائل خفيفة ومغذية، مثل تناول البرغل مع العدس بدلاً من شوربة العدس، أو إعداد شوربة خضار تحتوي على البطاطا الحلوة الغنية بفيتامين (أ) والبيتا كاروتين".
وشددت على أهمية التركيز في هذه المرحلة على الفواكه الحمضية مثل البرتقال، الكريفون، والمندلينا، لأنها “تمد الجسم بفيتامين (سي) وتقوي جهاز المناعة دون زيادة حرارة الجسم”. كما نصحت بتناولها كوجبات خفيفة أو عصائر طبيعية بديلة عن الحلويات والمشروبات المصنعة.
وفيما يخص انتشار الفيروسات الموسمية خاصة بين الأطفال، أوصت شواورة الأهالي بالتركيز على التغذية المتوازنة، مؤكدة أن “التنوع في ألوان الفواكه والخضروات يعني تنوعاً في مضادات الأكسدة التي تعزز المناعة”. كما دعت إلى إدخال الألبان الغنية بالبروبيوتك كاللبن الرايب لدعم البكتيريا المفيدة في الأمعاء وتحسين مقاومة الجسم للأمراض.
وتابعت حديثها بالتنبيه إلى ضرورة الحرص على شرب الماء بانتظام حتى في الأجواء غير الحارة، قائلة: “كثيرون ينسون شرب الماء في الشتاء، لكن مع تغير الطقس وارتفاع درجات الحرارة أحياناً، يبقى الماء أساس الحفاظ على توازن الجسم ونشاطه".
وأكدت شواورة أن التغذية الواعية هي خط الدفاع الأول في مواجهة التغيرات المناخية والصحية، داعية الجميع إلى “التأقلم الذكي مع الفصول الجديدة دون إغفال الأساس الغذائي السليم”.
