كيف يتذكر الغزيون الراحل عرفات؟
غزة – راية:
سامح أبو دية
بعد مرور أحد عشر عاماً على اغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات ومع استمرار الهبة الشعبية في وجه الاحتلال الاسرائيلي، لا يزال الفلسطينيون في قطاع غزة يستذكرون حياة "أبو عمار" وما قدمه لقضيتهم منذ بدء الكفاح المسلح ضد الاحتلال حتى وفاته عام 2004، فإن الراحل عرفات بقي حاضرا بقوة في حياة الغزيين وسيبقى كذلك مهما مرت السنوات وتغيرت الأحوال والأجيال.
"راية" رصدت آراء المواطنين بغزة وكيف يستذكرون الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد 11 عاما على استشهاده.
يقول المواطن جمال جبر 43 عاما، أن أبو عمار لم يكن قائدا للشعب الفلسطيني فحسب بل كان زعيما تاريخيا وقدم للفلسطينيين وقضيتهم الكثير، فهو القضية وهو الوطن، ولا يعتقد المواطن أن هنالك قائدا يمكن أن يكمل الفراغ الذي تركه ياسر عرفات في حياتنا وقضيتنا، "ولو كان حيا لما عشنا تلك الايام السوداء التي نحياها حاليا من انقسام وحروب وجوع"، على حد قوله.
ويضيف جبر لـ "راية"، لقد مرت 11 سنة على استشهاد عرفات وكأنها 11 يوما، وهذا ما يدل على بقاء روحه حية في قلوب الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة، معتبرا أن ابو عمار كان يٌمثل "شعب" فهو يمثل الفقير والغني، الرجل والمرأة، الصغير والكبير واعتنى بكل فئات المجتمع وأحب شعبه كثيرا، ولهذا السبب الشعب الغزي مرتبط به كثيرا ولا يمكن ان ينساه أحد.
ابو عمار كنز وارث تاريخي وكل ما يمكن أن نقوله فيه يبقى نقطة في بحر ياسر عرفات، هو حاضر في قلوبنا وآذاننا وأذهاننا وحاضر في بيوتنا، كما أن كلماته راسخة في اذهاننا يرددها الصغير والكبير، ومن منا ينسى اشهر كلماته "يا جبل ما يهزك ريح" و"شعب الجبارين"، وكيف للفلسطينيين أن ينسوا تهديده بخطابه في الأمم المتحدة عام 1974 (جئتكم بغصن الزيتون في يدي وببندقية الثائر في يدي؛ فلا تٌسقطوا الغصن الأخضر من يدي)، كما يستذكر المواطن جبر.
اما المواطنة ام عدي شلايل من غزة، فقد وصفت الراحل ابو عمار بالرجل العظيم وبأنه كان بمثابة الأب والأخ والصديق والحبيب ولا يمكن أي شيء أو أي شخص أن يعوض ياسر عرفات، مشيرة الى ان تلك هي صفات القائد والزعيم الحقيقي الذي يترك بصماته ومحبته في قلوب شعبه وبذلك يبقى حاضرا في الماضي والمستقبل.
وأضافت شلايل 37 عاما في حديث لـ "راية": "ارتباطنا نحن أهل غزة في أبو عمار لم يكن وليد الصدفة، فقد ولدنا وكبرنا بوجوده، ونشأنا وتعرفنا على قضيتنا الفلسطينية من خلاله، وأبو عمار كان القضية، منذ صغري تعلمت أن القضية والكوفية الفلسطينية والعلم الفلسطيني هي ابو عمار".
اختلطت كلمات ام عدي ببعض من دموعها مستذكرة الشهيد ياسر عرفات: "أعاد عرفات الكرمة للفلسطينيين ولكن برحيله رحل كل شيء، ذهبت الوحدة واللحمة الوطنية، وغاب حب الوطن، وخدمة الفقراء والأمهات والعمال والأيتام خاصة في القطاع"، مشيرة الى أنها لم تتأثر بغياب احد كغياب الشهيد ابو عمار طيلة حياتها.
وحتى في الجيل الحديث بغزة، يبقى ياسر عرفات حاضرا بقوة ويبقى رمزا كبيرا وقدوة حسنة لمعظم الشبان، وهذا ما يظهر فعلا على الجيل الثائر الذي يقود "الانتفاضة" في وجه الاحتلال الاسرائيلي دفاعا عن أرضه ومقدساته، فيبدو الفدائي ابو عمار ومفجر الثورة قد علّم ورسخ في عقول الأجيال التي تليه طريق الكفاح ضد الاحتلال وبطشه وظلمه.
فالشاب أحمد 20 عاما، لم يعاصر حياة الرئيس الشهيد ياسر عرفات ولكن يعتبره رمزا وطنيا ويتخذ منه قدوة وخير قائد ومعلم، فهو مفجّر الثورة بقيادة حركة فتح، مشيرا الى أن ابو عمار لا يزال حاضرا ذهنيا بين الشبان خلال الأحداث الجارية في الاراضي الفلسطينية خاصة المواجهات مع جنود الاحتلال.
ويقول الشاب لـ "راية"، كان ابو عمار الأب الحنون لكل الشعب، اضافة الى أنه كان يفاوض المحتلين وفي ذات الوقت يدعم الانتفاضة والمقاتلين ويقدم للشبان الثائرين المنتفضين المساندة والدعم، معتبرا أن أبو عمار رغم غيابه لسنوات الا انه لا يزال يٌلهم الشبان على خطوط المواجهة في الضفة وغزة.
كما يرى أن الزمن لن يستطيع أن يجعل الشعب الفلسطيني ينسى الشهيد ياسر عرفات مفجر الثورة والمقاتل العظيم، وحتى الأجيال القادمة ستبقى محتفظة بإرثها النضالي التاريخي متمثل بالقائد ابو عمار وستبقى قضيتنا بمرتبطة به، مؤكدا على أن حلم الرئيس عرفات يوما ما سيتحقق كما كان يردد دائما بكلماته الخالدة "سننتصر طال الزمن أم قصر".

